سـفــــير الـحـــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بقلم عصام طلعت الرفاعي مقدمة ديوان (قلب العاشق) للشاعر الغنائي السيد داود

اذهب الى الأسفل

بقلم عصام طلعت الرفاعي مقدمة ديوان (قلب العاشق) للشاعر الغنائي السيد داود Empty بقلم عصام طلعت الرفاعي مقدمة ديوان (قلب العاشق) للشاعر الغنائي السيد داود

مُساهمة  Admin الإثنين يناير 06, 2014 3:06 pm

بقلم عصام الرفاعي مقدمة ديوان (قلب العاشق) للشاعر السيد داود

القلب ديدنه التقلب وعدم الاستقرار بل يهيم مع كل جميل ، وهذ الهيام والغرام والعشق قد يتبدل ويتحول حينما تتراكم الهموم وينصاع الحبيب إلى صدى البعد والانشقاق ، إلا أن العاشقين من الأدباء غن لم يحصلوا على زادهم الروحاني وهو الامتزاج مع روح وجسد المعشوق يصاب بالجنون بل وتنهال عليه أسباب المنون .

ولقد عنون شاعرنا ديوانه ب(قلب العاشق) وهوعنوان يوازي قصيدة في معناها وفحواها ، حيث الترانيم العشقية من لدن مغرم قد يغرق في الأماني فرحا طائرا محلقا في سماوات الحب ، وقد يهبط في قيعان اللوعة والهجر والعذاب ،وهذه المعاني الراقية السامية تطرق لها فحول الشعراء قديمهم وحديثهم ، إلا أن شاعرنا طرق بابا جديدا راقصا بفرحته متغنيا بوجعه في ثوب واقعي يحمل آلام وشجون العشاق .

إن الحس الإيماني اتضح صدر الديوان ، حيث مدح بحب رسول الإسلام محمد ، حيث هدايته للخلق أجمعين لرب العرش العظيم ، فهو صاحب الخلق الندي ، والصلاة عليه مقربة لله العلي : صلوا على المصطفى صلو على المختار اللي اصطفاه ربنا وخصه بالأنوار جعل الهداية علم مبعوث لكل الأمم إن قلب العاشق بسعته ورحابته لا يعرف كرها بل الحب طفا على سطحه ، فيجعله طفلا البراءة عنوانه وحلمه الجميل.

قلب العاشق يلقى الدنيا جمال وبراح بيريح غيره ويرتاح يشفي بحبه آلام وجراح تلقى تملي معاه السلوى وفي عرف العاشقين للنظرة عراقة ، ولها سحر غريب ، حيث تنطلق لترصد المحبوب وأجزم انها لا تراه بدقة إنما ترى فيه ما تريد فتتآلف الألاف وتتمازج الأرواح ،فالنظرة مفتاح الحب لحنو القلب ، وإن غاب عن الكون مخلوقاته فيكفي للعاشق من غمر كل حياته :

لما شفتك قلبي كان وردة يدوبها مفتحة
والشمس مع كل الطيور مروحة
ولقيت سنيني جنب منك واقفة بتشاور عليك
ولقيت حياتي يا حياتي بالمحبة بتناديك

إن تشبيه المحبوبة بالقمر صورة تقليدية قديمة، بهتت من كثرة استعمالها ، إلا أن شاعرنا استطاع أن يظهرها في ثوب قشيب متسقة مع روحه ووجدانه ، بل أضاف صورة مبتكرة توازي صورة القمر ألا وهي تصوير الشعر بلون الشمس مع اكتمال صورة الأنس مجتمعين العاشق والمعشق في السهر مع عذوبة الكلام وإن لم تلقطه الآذان:

يا حلوة زي القمر شعرك بلون الشمس
يحلى معاك السهر يبقى االكلام بالهمس

إن الخرس العاطفي الوجداني الذي أصاب المحبين في هذه الأيام كان سببا في انفلات العشق بين المتحابين ، ولو نطق العاشقون لعاد العشق لهم دواء ، حتى إن كثرة الطلاق في هذه الآونة نتجت عن ذلك الخرس الزوجي فالعتاب يحمل معنى الحب ويئد البغض في القلب : انطق يا قلبي ليه السكوت ليه كلمتك جواك تموت اصرخ وقولها بأعلى صوت قبل ما عمرك يفوت ليه السكوت ويحمل الشاعر أملا في يديه ، منطلقا بحب للغد ، متناسيا قساوة الأمس ، فالعيش بالأمل أفضل من العيش في الذاكرة حيث التخلف والموت بين الأحياء:

الله عليك يا بكرة يللي الأفراح معاك
ومن فينا الي يكره تسعد روحه بلقاك
في حضنك راح تسعنا ويطيب وياك وجعنا
الله عليك يا بكرة
ولا ينسى الشاعر وطنه مصر حيث تغنى بمجدها أرضها شموخها وأولادها ، وقد تطرق الشاعر لمنقبة من مناقب مصر المصريين حيث الكرم اللامتناهي في مد يد العون لغيرها دون مقابل :

ياشموخ العز واضح فوق جبين مصر العظيمة
ياللي خيرك فاض لغيرك ما انت طول عمرك كريمة
وقفتك في الحق واقفة كلها إصرار وعفة
مهما أقول والدنيا عارفة
حتى نيلك مش بخيل

هناك من القيم السامية تعرض لها شاعرنا حيث السماحة والكرم في ساحة (اليتيم) ونادى الشاعر بان ندخل الفرحة في قلوب اليتامى حيث نصت على ذلك الآديان السماوية :

من قلب اليتم يا دنيا لقيت الناس حواليا
جايين والفرح معاهم واحلو الكون في عنيا
الدمع في عنيا شالوها والدنيا عليا مالوها
وإيديهم ماسكة ايديا
بالود والحنية

ومع إشراقة كل نبض جديد يعن لنا في موجات العبير نغما متواكبا مع موجات الأثير ، حيث التوهج واللمعان الوجداني الفكري في رقي وسمو ، حينما يكون فكر الشاعر مهموما بقضايا اجتماعية ترسخ للمحبة والتواصل ، فبها يصلح العباد وتشرق فيهم شمس المحبة .

عصام الرفاعي
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 162
تاريخ التسجيل : 03/10/2008

https://saferel7op.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى